المسلمون لم يتركوا عيداً للمسيحيين إلا واحتفلوا به !!

المسلمون لم يتركوا عيداً للمسيحيين إلا واحتفلوا به !!

كان المسلمون في القرون الأولى يحتفلون بجميع الأعياد المسيحية، وكان بعض الخلفاء يحضر أعيادهم واحتفالاتهم ويأمر بصيانتها. وكانت الوصيفات في يوم أحد الشعانين يظهرن في قصر الخلافة ببغداد متزينات في ثياب جميلة وفي أعناقهن صلبان من ذهب. وكان هذا اليوم يوم عيد كبير للعامة في مصر ويسمى عيد الزيتونة لكن الحاكم بأمر الله منع احتفالاته وألا يحمل أحد في يده أغصان وورق الزيتون من المسلمين والمسيحيين.
وفي يوم عيد الفصح ببغداد كان المسلمون والمسيحيين يقصدون دير سمالو شرقي بغداد ليحتفلون به بالطرب واللهو.
وفي عيد دير الثعالب في آخر سبت من أيلول كان لا يتخلف عنه أحد من أهل بغداد من المسلمين والمسيحيين لما فيه من بساتين والنخل والرياض.
أما عيد القديسة أشموني فكان من الأعياد العظيمة في بغداد، يخرج إليه أهلها كل منهم على حسب قدرته، ويتنافسون فيما يظهرون به من زينتهم. وكان الغريب الذي يهبط بغداد ويسأل عن أعجب وأبهى ما يُستحق أن يُرى فيقولون له “عيد أشموني” فينتظر شهراً لرؤيته.
وكان يحتفلون بعيد الغطاس بمصر احتفالاً كبيراً، وكان لأهل مصر وأهل الملل والمذاهب بها في هذا العيد من الطيبة والفرح ما لا يكون لهم في غيره من أيام السنة وأعيادها. وروى المسعودي في “مروج الذهب” أنه حضر ليلة عيد الغطاس التي أشرف عليها الإخشيد محمد بن طغج الذي أمر بإضاءة ألف مشعل، وذكر أن مئات الألوف من المسلمين والمسيحيين حضرو تلك الليلة على النيل بزوارقهم وبأحسن الملابس والمآكل والعزف . وقال بأنها أحسن ليلة عيد في مصر وأشملها سروراً. وفي عام ٤١٥ هجري نزل الخليفة الظاهر إلى العيد وأقام خيمة له وأمر أن توقد المشاعل.
وفي ليلة عيد الميلاد كانوا يحتفلون بإيقاد النيران. وكان من الأعياد الكبرى عند المسيحيين بمصر عيد سرعان ما اتخذه المسلمون وصاروا يحتفلون به وهو عيد الخروج.
أما عيد النيروز فكان الخليفة في بغداد يفرّق على الناس هدايا منها صور مصنوعة من العنبر وورد أحمر وينثر الدراهم وأشهرهم كان المتوكل. وكان الخلفاء الفاطميين في مصر يهدون فيه للناس الكسوات والطعام.
أما أعياد رأس السنة التي كانوا يحتفلون بها فثلاثة، عيد رأس السنة الفارسية أول الربيع وعيد رأس السنة القبطية في آخر الصيف وعيد رأس السنة الهجرية الذي لم يكن عيداً شعبيا بل ظل عيداً في قصر الخلافة. (إبن الأثير ٩\٤١، المقريزي ١\٤٩٠)

المصادر:
الخطط المقريزية
تاريخ الطبري
مروج الذهب
الإرشاد لياقوت الحموي
تاريخ إبن الأثير
كتاب الديارات للشابتشي
الأغاني للأصفهاني
مخطوط ليحي بن سعيد
الآثار الباقية للبيروني
(الحضارة الإسلامية لآدم متز)

أضف تعليق